بني الإسلام على خمسٍ شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله، إيقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ففريضة الحج أحد أهم شعائر الإسلام التي يؤديها المسلم ابتغاء مرضات الله والتقرّب إليه، وقد فرض على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة، حيث يؤدّى الحج مرّة واحدة فقط في أوقات معينة من كل عام، كما أنّ له طقوس وخطوات خاصّة به تسمّى (مناسك الحج) والتي تتم ّوفق خطواتٍ متسلسلةٍ في مكة، فمن فقد واحداً من هذه الأركان فقد معه من الأجر والثواب الكثير.
الحجالحج فريضةٌ على كل مسلمٍ بالغٍ وعاقلٍ ومستطع، والمقصود بمن استطاع إليه سبيلاً أي القدرة من الناحية الماديّة والبدنيّة، فالقدرة المادية أن يملك المسلم مالاً زائداً يمكنه من أداء مناسك هذه الفريضة دون التأثير على نفقة أبنائه وعائلته، أمّا القدرة البدنية فيقصد بها أن يكون المسلم بحالة صحيّة جيّدة حتّى يتسطيع تحمل مشاق السفر والحج، وقد قال الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
يعتقد بأنّ الحجّ موجود قبل دخول الإسلام، فقد كان مفروضاً على العديد من الأمم السابقة مثل الحنيفية وأتباع ملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، إلّا أنّ مناسكه وقتها كانت خاطئة وابتدع فيها الناس ما شاؤوا حتى قام النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بأداء حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، حيث أدّاها بالطريقة الصحيحة حتى يأخذها عنه المسلمون فقال عليه الصلاة والسلام: (خذوا عني مناسككم).
رمي الجمرات الثلاثيعتبر رمي الجمرات في الحج أحد المناسك والخطوات التي يتضمنها حيث يتمّ رميها في منى، ويعود نسبة هذا المكان إلى المكان الذي قام فيه الشيطان باعتراض سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث قام النبي وقتها برمي الحصوات عليه، وهذه الجمرات هي الجمرة الأولى وهي جمرة العقبة الكبرى، وتليها الجمرة الثانية وهي الجمرة الوسطى، ثم الجمرة الثالثة وهي الجمرة الصغرى، ومن السنة الواردة عن النبي أن يبدأ المسلم برمي الجمرة الصغرى تليها الوسطى ثم الجمرة الكبرى.
طريقة رمي الجمرات الثلاثيبدأ رمي الجمرات في يوم النحر وذلك برمي جمرة العقبة الكبرى، ويكون وقت الرمي بين فجر هذا اليوم إلى فجر اليوم الذي يليه، ثمّ يقوم الحاج في اليوم الثاني من أيام النحر وهو أول أيام الشريق برمي الجمرات بدءاً من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى، ويكون وقت الرمي بين زوال الشمس (الظهر) والمغرب، ومع كل جمرة يرميها يرمي معها سبع حصيات قائلاً في كل رمية: (بسم الله، والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن)، ثمّ يدعو الحاج في كل جمرة ما عدا الجمرة الكبرى، فيرفع يديه مستقبلاً الكعبة ومصلياً على النبيّ محمد قائلاُ: (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور)، ويتمّ رمي جمرة العقبة باستقبال الجمرة وجعل منى على يمين الحاج ومكّة على يساره، أمّا الجمرتان الصغرى والوسطى فيرميها الحاج من جميع الجهات.
المقالات المتعلقة بطريقة رمي الجمرات